اصحاب الجنة
كان لرجل صالح بستان في اليمن,فيه من أنواع النخيل والزروع والثمار الشيء الكثير.وكان اذا حان وقت جني المحصول يدعوا الفقراء والمساكين فيعطيهم نصيبا وافرا منه,ويكرمهم غاية الاكرام.وكان لهذا الرجل ثلاثة ابناء,لم يكن يرضيهم ما يفعله ابوهم,حتى اذا مات وورثوه,قررو حرمان الفقراء والمساكين ما كانو يأخذونه,واقسموا على منع هؤلاء الفقراء والمساكين خير بستانهم,ولم يقولوا ان شاء الله...فغضب الله منهم وأرسل الله سبحانه وتعالى على بستانهم نارا من السماء فأحرقته ,وأصبح رمادا أسود كالليل المظلم لا شيء فيه,كل ذلك يحدث وهم في غفلة نائمون, فلما كان وقت الصباح ,نادى بعضهم بعضا, وهم يتحدثون سرا ويتخافتون ,لئلا يعلم أو يسمع بهم أحد, وغدوا مبكرين الى بستانهم وهم عازمون على منع الفقراء حقهم.فماذا كانت النتيجة ؟؟؟ ها هم يفاجئون عند رؤية بستانهم ,ويقولون :ليس هذا بستاننا المحمل بالثمار ,لا بد اننا ضللنا الطريق ,فعادوا وتأكدوا أنهم لم يضللوا الطريق,فتساءلوا فيما بينهم ما حدث لبستاننا؟؟ فعرفوا أنهم قد حرموا ,حيث حاقت بهم عاقبة المكر والتبييت السيء , وجنوا على أنفسهم بما عزموا عليه...وهنا يتقدم أعقلهم وأصلحهممذكرا اياهم بما نصحهم من ضرورة ذكر الله وتسبيحه , وأداء الحق الى اصحابه -علما أنه لم يصر على موقفه فناله ما نالهم -فاعترفوا بعظيم خطيئتهم وسيء عملهم ,فسبحوا الله واستغفروه, وندموا على ما كان من خبث نيتهم .فلم يبقى امامهم سوى الحسرة والندم والعتاب ,فأخذ كل منهم يلوم الاخر,وعرفوا أن الله لم يظلمهم بهذا العقاب ,بل هم انفسهم كانوا الظالمين ,فكم اعتدوا وتجاوزوا الحد في كفران النعم ,ثم بعد ذلك تعاهدوا بينهم ان أبدلهم الله بستانا اخر بدل بستانهم المحروق ليصنعن كما صنع ابوهم من قبلهم.
هذا هو عذاب الدنيا ,زوال النعم وهلاك الاموال ,الا ان عقوبة الحياة الاخرة وعذابها اشد وأشق ,وفي هذا عبرة كبيرة.
تفسير لسورة القلم من اية 17الى 33
والايات هي:
كان لرجل صالح بستان في اليمن,فيه من أنواع النخيل والزروع والثمار الشيء الكثير.وكان اذا حان وقت جني المحصول يدعوا الفقراء والمساكين فيعطيهم نصيبا وافرا منه,ويكرمهم غاية الاكرام.وكان لهذا الرجل ثلاثة ابناء,لم يكن يرضيهم ما يفعله ابوهم,حتى اذا مات وورثوه,قررو حرمان الفقراء والمساكين ما كانو يأخذونه,واقسموا على منع هؤلاء الفقراء والمساكين خير بستانهم,ولم يقولوا ان شاء الله...فغضب الله منهم وأرسل الله سبحانه وتعالى على بستانهم نارا من السماء فأحرقته ,وأصبح رمادا أسود كالليل المظلم لا شيء فيه,كل ذلك يحدث وهم في غفلة نائمون, فلما كان وقت الصباح ,نادى بعضهم بعضا, وهم يتحدثون سرا ويتخافتون ,لئلا يعلم أو يسمع بهم أحد, وغدوا مبكرين الى بستانهم وهم عازمون على منع الفقراء حقهم.فماذا كانت النتيجة ؟؟؟ ها هم يفاجئون عند رؤية بستانهم ,ويقولون :ليس هذا بستاننا المحمل بالثمار ,لا بد اننا ضللنا الطريق ,فعادوا وتأكدوا أنهم لم يضللوا الطريق,فتساءلوا فيما بينهم ما حدث لبستاننا؟؟ فعرفوا أنهم قد حرموا ,حيث حاقت بهم عاقبة المكر والتبييت السيء , وجنوا على أنفسهم بما عزموا عليه...وهنا يتقدم أعقلهم وأصلحهممذكرا اياهم بما نصحهم من ضرورة ذكر الله وتسبيحه , وأداء الحق الى اصحابه -علما أنه لم يصر على موقفه فناله ما نالهم -فاعترفوا بعظيم خطيئتهم وسيء عملهم ,فسبحوا الله واستغفروه, وندموا على ما كان من خبث نيتهم .فلم يبقى امامهم سوى الحسرة والندم والعتاب ,فأخذ كل منهم يلوم الاخر,وعرفوا أن الله لم يظلمهم بهذا العقاب ,بل هم انفسهم كانوا الظالمين ,فكم اعتدوا وتجاوزوا الحد في كفران النعم ,ثم بعد ذلك تعاهدوا بينهم ان أبدلهم الله بستانا اخر بدل بستانهم المحروق ليصنعن كما صنع ابوهم من قبلهم.
هذا هو عذاب الدنيا ,زوال النعم وهلاك الاموال ,الا ان عقوبة الحياة الاخرة وعذابها اشد وأشق ,وفي هذا عبرة كبيرة.
تفسير لسورة القلم من اية 17الى 33
والايات هي:
إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ17وَلَا يَسْتَثْنُون 18فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ19 فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ 20فَتَنَادَوا مُصْبِحِين21أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ22 فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ23 أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ24وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ25فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ 26 بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ 27قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ28قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ 29فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ 30قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ31عَسَى رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْراً مِّنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ 32 كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ33 صدق الله العظيم